ينتظر الشاب الإيزيدي زوفان، بشغف كبير انتهاء كل يوم من نيسان حتى يقيم حفلة زواجه امتثالاً لتعاليم دينه التي تعتبر الزواج في هذا الشهر خروجاً عن تعاليم الدين، وينطبق الحال ذاته أيضاً على مزارع إيزيدي الذي ينتظر نهاية الشهر حتى يحرث أرضه.
ويقول الشاب الإيزيدي، زوفان رشو (31 سنة)، إن "تعاليم الديانة الإيزيدية لا تجيز الزواج في شهر نيسان كون الطبيعة تكتمل تزيينها بالزهور خلال الشهر"، مبيناً أن "نيسان يعتبر عروس الطبيعية لذلك لا يجوز للإيزيدي الزواج حتى يكتمل الشهر احتراماً للطبيعة".
ويؤكد رشو "إكمال كافة الاستعدادات للاحتفال بزواجه"، مشيرا إلى أن "تزامن الموعد مع بدء نيسان ألزمه تأجيل حفلة الزواج لحين اكتمال الشهر".
وعلى الرغم من أن رشو ينتظر اكتمال شهر نيسان بفارغ الصبر حتى يحتفل بزواجه، لكنه يبدي مقتنعا بأن "الزواج في هذا الشهر هو خروج عن تعاليم الدين الإيزيدي".
ويعتبر الايزيديون شهر نيسان (عروسة الأشهر) وإنهم لا يتزوجون في هذا الشهر، لأن الطبيعة تتزين في هذا الشهر بالألوان الزاهية والزهور ولا تقبل بعروسة أخرى، فضلاً عن أن عيد (سرسال) رأس السنة الإيزيدية تبدأ في أول أربعاء من شهر نيسان، وهو أيضاً عيد للاحتفال بالطبيعة وحلول فصل الربيع.
من جابنه، يقول الحقوقي الإيزيدي في محكمة قضاء سيميل، سعود مصطو إن "الفترة التي تسبق قدوم شهر نيسان تشهد إقبالا كبيرا على عقد الزواج بين أنباء الطائفة الإيزيدية في المحاكم"، ويبين أن "الجميع يسارع إلى إقامة حفلات الزواج قبل مجيء شهر نيسان الذي يحرم الزواج بين الإيزيديين".
ويلفت احد مواطنيهم إلى أنه وبحسب المعلومات المتوفرة لديه فإن "المناطق الإيزيدية تشهد نحو 25 حالة زواج في الأسبوع الواحد على الأقل".
وكما هو حال الشاب رشو، ينتظر المزارع الإيزيدي بركات خالد (51سنة)، اكتمال أيام شهر نيسان ليبدأ بحرث أرضه.
ويقول خالد في حديث،"كنت أهيئ أرضي لزراعة البطيخ لكنني أجلت عملي لحين ينتهي نيسان كون الديانة الإيزيدية تحرم حرث الأرض في هذا الشهر"، مشيراً إلى أنه "سيستأنف عمله حين ينتهي الشهر".
ويضيف خالد، أن "الأرض حبلى بالنباتات الطبيعية في شهر نيسان التي تزين الأرض بألوانها وأنواعها وهي رزق من الله للبشر والحيوان والطيور"، معتبراً أن "حرث الأرض قد تدمر هذا الرزق فضلاً عن أنه يؤثر على البيئة".
وتشير المصادر الإيزيدية إلى أنه نحو ثمانين بالمئة من المجتمع الإيزيدي كانوا يعملون في الزراعة في ثمانينيات القرن الماضي، وتؤكد تلك المصادر أن ممارسة الزراعة في المجتمع الإيزيدي شهدت تراجعاً يقدر بنحو 50% بسبب عمليات ترحيل الإيزيديين من مناطقهم والجفاف والتغييرات الإجتماعية والإقتصادية التي شهدها المجتمع الإيزيدي فضلا عن لجوء العديد منهم إلى خارج العراق وممارسة مهن أخرى والتوظيف في المؤسسات الحكومية والعسكرية